مراكز الابداع والتميّز في الجامعات (مركز تكنولوجيا التعليم والابداع بجامعة خضوري نموذجا)
مدير المركز – أمجد المصري
تركز الجامعات في بلادنا بشكل عام على الجوانب الاكاديمية وفقا لمتطلبات المساقات الدراسية في البرامج المعتمدة، ونادرا ما يتم اخضاع تلك البرامج والمساقات الى إعادة النظر فيها وتقييمها وفقا لمتطلبات السوق ضمن فترات زمنية متقاربة، وهنا تظهر الفجوة ما بين متطلبات سوق العمل ومخرجات الجامعات.
تعمل مراكز الابداع والتميز في الجامعات على مساندة الجانب الاكاديمي في ردم الفجوة او تضييقها من خلال عمل تشبيك ومد جسور ما بين الجامعة من جهة والقطاع الخاص والمؤسسات الداعمة للريادة والابداع من جهة أخرى، من اجل مساعدة الخريج لاستغلال دراسته الاكاديمية وتخصصه الدراسي في إيجاد فرصة عمل حقيقية له بعد التخرج.
بناء على متابعتنا لمجريات الأمور نجد في غالب الأحيان أن الطلبة يقدمون مشاريعهم في السنة الاخيرة لاستيفاء متطلبات التخرج (العلامة) وفي معظمها تخلو من الجودة ولا تكون موجهة نحو إيجاد حلول لمشاكل حقيقية لمؤسسات وشركات في القطاع الخاص محليا او عالميا.
دور المراكز هو دعم وتطوير الأفكار وتحويلها الى حلول حقيقة وقصص نجاح، وذلك من خلال السعي الى تطوير تلك الأفكار وموائمتها ومن ثم تسويقها والترويج لها وتشبيكها مع شركات او مؤسسات داعمة لتحويلها الى مشاريع حقيقية.
في مركز تكنولوجيا التعليم والابداع بجامعة فلسطين التقنية خضوري استطعنا ان نسجل مجموعة من قصص النجاح لمجموعة من الطلبة الذي انتسبوا للمركز ضمن برنامج ريادة الاعمال والابداع العلمي (رائع) وهو برنامج قمت بتصميمه لتنمية مهارات الطلبة وتمكينهم من ايجاد أفكار لمشاريع إبداعية ذات جودة علمية يمكن الاستفادة منها والبناء عليها لاحقا أو مشاريع ريادية قابلة للتنفيذ كمشاريع تجارية مدرّة للربح ، حيث تم تشبيك هؤلاء الطلبة مع مؤسسات داعمة قامت بتمويل تلك المشاريع بقيمة تقارب 30 الف دولار ، ومنها حاليا شركات ناشئة انطلقت في سوق العمل ، ويمكن الاطلاع على بعض تلك المشاريع في موقع ريادة الاعمال والابداع العلمي من هنا .
ليس هذا فحسب ، فان المركز يقوم أيضا بتنفيذ نشاطات تعمل على صقل شخصية الطلبة مثل المشاركة في المسابقات والمعارض العالمية والإقليمية والمحلية ، وقد حقق الطلبة الذين ابتعثهم المركز للمشاركة مراكز متقدمة في تلك المشاركات ومن ابرزها مسابقة هالت برايز العالمية ، مسابقة المهرجان الدولي للعلوم والهندسة والتكنولوجيا بتونس ، ومسابقة فلفل ، واجادة طريقك الى الريادية ، وتمكين رياديي المستقبل وغيرها . كما ساهم المركز ايضا في تطوير مساق الريادة “من الفكرة الى الشركة ” ويشارك في تدريسه وتوفير الدعم له.
من هنا يتضح أهمية تفعيل دور تلك المراكز كمراكز مساندة ومكملة لدور الجانب الاكاديمي من خلال تعزيز الشراكة والتعاون بينها وبين الكليات من جهة وتوفير الدعم لها في بناء شراكات مع القطاعات الاقتصادية المختلفة. وذلك للتغلب على على المعيقات والتحديات التي تواجه تلك المراكز والتي من أبرزها: قلة ميول واهتمام الطلبة بريادة الاعمال ومنهم من يفضلون البحث عن وظيفة بدلا من التفكير في تشغيل انفسهم ذاتيا، كما أن عدم توفر موازنة مخصصة لتلك المراكز لتمويل ودعم المشاريع يجعل منها تعتمد على التمويل الخارجي الذي يخضع لشروط وضوابط كثيرة في معظم الاحيان، أضف الى ذلك انقطاع معظم الطلبة عن مواصلة العمل بالمشروع بعد التخرج و قلة توفر الكادر المتخصص في تلك المراكز و عدم ثبات التبعية الإدارية أحيانا مما يؤدي الى تذبذب الاهتمام في مجالات الريادة والابداع .